يا ثوار اليمن.. نقض المسلّمات شرط للتغيير
بقلم/ أسامة إسحاق
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و يومين
الأربعاء 29 يونيو-حزيران 2011 04:52 م

أتمنى أن يدرك كل ثائر يمني سواء كان على أرض ميادين الحرية والتغيير او خلف شاشات الحواسيب بأن الثورة لها ثقافة وهي في أساسها تعني التغيير من خلال نقض المسلّمات التي تغلغلت في قاع دماغ الفرد اليمني حتى أصبحت من البديهيات, فإذا كنا قد اعتدنا على مسلّمة النظام السياسي الوحيد والرئيس الأوحد الذي لا بديل عنه فإن الإيمان بضرورة نقض هذه المسلّمة شرط للتغيير السياسي وهذا ما يُعبر عنه الثوار بقوة في يومنا هذا, ولكن في نفس الوقت يجب أن يدرك الثائر اليمني بأهمية الثورة الثقافية والاجتماعية والقيمية والدينية وضرورة نقض بعض المسلّمات المرتبطة بكل متغير كأساس للتغيير الثوري . إن ثورتنا المجيدة أيها الثائر اليمني العظيم يجب أن لا تنحصر ضد الاستبداد السياسي وفقط ولكن يجب أن تتزامن مع ثورة ضد الاستبداد الثقافي والاجتماعي والقيمي والديني.

ثورة شبابية شعبية سياسية: تغيير نظام الحكم السياسي الاستبدادي وبناء النظام الديمقراطي المدني الحديث.

ثورة شبابية شعبية ثقافية: تغيير ثقافة التبعية العمياء والشعوذة والدجل والخمول والتقليد وبناء ثقافة العلم والنقد والحداثة , وتغيير ثقافة "الرضى بالقليل" و"أمشي جنب الحيط" و"القناعة كنز لا يفنى" و"بين أخوتك مخطأ ولا وحدك مصيب" و "أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" و"جنان يخارجك ولا عقل يحنبك" و"قطع العادة عداوة" وبناء ثقافة العمل والإبداع والتخطيط. 

ثورة شبابية شعبية اجتماعية: تغيير مفاهيم السيد والقاضي والقبيلي والمزين والدوشان بكل ما تحمله من تفاصيل مجتمعية وبناء مفهوم "المواطن اليمني", وتغيير مفاهيم التمييز المجتمعي بموجب اللقب والمنطقة والقبيلة والمذهب وبناء مفاهيم التمييز المجتمعي بموجب المؤهل والعلم والعمل.

ثورة شبابية شعبية قيمية: تغيير مفاهيم دولة الاستبداد والتي قلبت القيم رأساً على عقب حيث جعلت الوحدة فرقة والسلام قتال وتارك الحق مطيع والفاسد وطني والوطني عميل والوحدوي انفصالي والثائر خائن والخامل أمين والنفاق ذكاء والغش شطارة والكذب فهلوة والرشوة ضرورة والنزاهة غباء والسلاح وجاهة والقات غاية والغيبة دردشة وكثرة النسل أمان والإبداع إتباع والعقل نقل والفكر كفر والمشكك ملحد والجهل عموم والعلم شذوذ والساكت مرغوب والمُطالب مرهوب والدين لحى والمرأة عورة والتعصب قوة والجهاد اعتداء والشهادة انتحار والبغض في الله فريضة والشرف غشاء والأخلاق لقب والحداثة انحلال والنقد سفاهة والنظام أشخاص والدولة زوامل والقانون هجر أثوار والسايلة مشروع قومي , فيجب إعادة بناء تلك المفاهيم القيمية التي شوهت واغتصبت على مدار عقود مضت والتركيز على بناء قيم حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة.

ثورة شبابية شعبية دينية: تغيير مفاهيم رهـبـنـة الديـن وتسـيسه, مفاهيم عبادة التراث والسلف الصالح , مفاهيم تدعوا للقتال ونبذ الآخر وغرس الحقد والكراهية والتكفير والتشهير وفلسفة الفرقة الأحادية الناجية , مفاهيم من تمنطق تزندق واللحوم المسمومة والتطرف ودعاوى التعصب ومعلوم من الدين بالضرورة وتقديس أراء البشر , وبناء مفاهيم المساواة وحرية الرأي والفكر والمعتقد والحث على التعارف والاستماع للآخـر والتحـاور معـه ومـراجعـة الـذات بـ أدوات الحداثة والعقــل والفـكر وغربلة الآراء وتمحيصها والنظر بحداثوية لكل تفـاصيلها والتشديد على أن التراث ملك لنا ولسنا ملك له.

أيها الثائر اليمني العظيم ... الثورة هي الطريق للتغيير والتغيير هو السعي للحرية والحرية هي عملية تحرر والتحرر هو إعمال العقل بجرأة لإدراك القيود المعيقة والقيود عبارة عن مسلّمات أعتدنا عليها وسلّمنا بها فيجب اختراقها ونقضها وتغييرها لأنها أساس التخلف والجمود والاستبداد, وكسر تلك القيود من المسلّمات لا يعني فقط كسر مسلّمة النظام السياسي الأوحد والوحيد ولكنها تتعدى ذلك إلى إعمال عقلك بجرأة لكسر بعض المسلّمات الثقافية والاجتماعية والقيمية والدينية , فهل أنت قادر أيها الثائر اليمني على تحرير عقلك من الأوهام ونظامك من الاستبداد ودينك من الرهبان وفكرك من التقليد ومجتمعك من الخمول وعاداتك من الاتكال !! ... هل أنت ثائر حقاً تطلب التحرر والعقلانية أم كانت هناك خصومة شخصية ضد الرئيس صالح وانتهت !!.

ثورة من أجل بناء يمن جديد وليس من أجل رحيل أشخاص, وفقط..

تحيا الثور, المجد للثوار, العزة لليمن

Semoyemen@yahoo.com