في بيان مشترك.. 188 منظمة انسانية توجه نداء عاجلاً يخص أكثر من 18 مليون شخص في اليمن موقف صريح للصين بشأن دعم المجلس الرئاسي وجهود تحقيق السلام في اليمن تعرف على الطالب اليمني الذي قتل اثناء مشاركته بصفوف الجيش الروسي في الحرب على أوكرانيا ''صورة'' تحذير من خطورة هجوم إسرائيل في رفح على حياة أكثر من مليون مواطن غارات عنيفة و متتالية للجيش الإسرائيلي شرق رفح وعشرات الشهداء والجرحى السعودية تكشف عن 20 قضية فساد و مسؤولون كبار متورطون فنان العرب محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان راصد الزلازل الهولندي يظهر من جديد ويحذر من زلزال قوي بهذا الموعد الجيش الإسرائيلي يقتحم طولكرم ويفرض حظراً للتجوال في مخيم نور شمس 4 فيتامينات لتنشيط الذاكرة و لسهولة الحفظ وعدم النسيان قبل الامتحانات.. تعرف عليها
تماماً كما فعل فرعون مصر في الماضي، يفعل فراعنة اليوم في أرض الكنانة، مع فارق أن الذي اختار اليوم في الماضي كان سيدنا موسى، ومن اختار تحديد اليوم هذه المرة هم الفراعنة أنفسهم ، فقد واعدوا الرئيس "مرسي" يوم الـ 30 من يونيو الجاري موعداً لإسقاطه والذي يصادف يومنا هذا الأحد، وهو نفس اليوم الذي صعد فيه إلى سدة الحكم في العام الماضي، وبذلك يصدق فيهم قول الله تعالى في الحوار الذي دار بين فرعون وموسى "... فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًي (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًي (59) فَتَوَلَّي فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَي"، وبنفس الطريقة يتواصى فراعنة اليوم للحشد في يوم الـ 30 من يونيو كما في قوله تعالى "فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَي"، ولكن لم يكن في نهاية المطاف إلاّ اتضاح الحقيقة الجلية الناصعة أمام الفئة التي غيبها فرعون بغيَه وظلاله، قال تعالى مخاطباً موسى "وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ".
هو المشهدُ ذاته إذاً يتكرر اليوم على أرض مصر، فحالة الاستقطاب السياسي بلغت حداً جعل المواطن المصري البسيط مغيباً تماماً، ولا يستطيع إدراك الحقيقة الجلية الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فإعلام قُوى الشر والتخريب يعمل ليل نهار لتشتيت وعيه وتغييبه عن كل ما يحدث حوله، بدعم وتمويل من أطراف متعددة أفزعها وصول الإسلاميين إلى السلطة، فتحالفت كل تلك القوى بدءً من الكيان الصهيوني الجار اللدود للشعب المصري، مروراً بقوى غربية مختلفة في مقدمتها أمريكا، وانتهاءً بأطراف عربية تناصب العداء للإخوان ومشروعهم بشكل واضح وجلي، كل تلك القوى قد اجتمعت تحت هدف واحد بشأن مصر مفاده "يجب أن يفشل الرئيس مرسي ويفشل معه مشروع النهضة الإسلامي، أو إذا شئت "الإخواني" حسب تعبيرهم، بأي ثمنِ كان حتى ولو كان ذاك الثمن دخول مصر في نفق مظلم يقودها صوب المجهول، ما يذكرنا بحالة الجزائر في مطلع التسعينيات من القرن المنصرم، حين انقلب الجيش على صناديق الانتخابات التي أفرزت الإسلاميين بالأغلبية آنذاك، ولتحدث بعدها الكارثة التي كلكم يعلمها.
أرى بأن الصراع في مصر لم يعد اليوم شأناً داخلياً صِرفاً بين قوى إسلامية وأخرى علمانية داخل البلد ذاتها، وإنما هو جزء لا يتجزأ من الحرب الكونية الدائرة اليوم وحلبتها الشرق الأوسط، ومصر الكبيرة بتاريخها وبحضارتها هي في قلب هذا الشرق الأوسط، ونهضتها تعني نهضة الأمة بأكملها ولذلك يجب أن تتوقف عن النهوض بل ويجب أن تُدمر بأيدي أبناءها، وما نراه من تصرفات عبثية وصبيانية من جبهة ما يسمى بـ" الإنقاذ" وحركة "تمرد" هو خير شاهد على ذلك، فالتمويل يتدفق عليها من الخارج، وهي تنفذ التوجيهات في الداخل، ولا تهمها مصلحة البلد بقدر ما يهمها جمع الدولارات لإشباع نزواتها الشخصية الدنيئة.
ولو وسَّعنا إطار الدائرة قليلاً وأخذنا بالحسبان ما يجري في سوريا وما جرى قبل أسابيع وربما أيام قليلة في ساحة تقسيم وسط تركيا، لوجدنا أن العدو واحد، والهدف المشترك واحد هو ضرب "المشروع الإسلامي" أينما كان، ولكن بأدوات متعددة وعبر صور وأشكال مختلفة، ففي تركيا استغل زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلوا الذي فشل في الوصول إلى السلطة عبر الصناديق الانتخابية لدورات متعددة، استغل أحداث ساحة تقسيم لتحريض الشارع ضد أردوجان وحكومته، متوهماً أن ساحة تقسيم قد باتت "ميدان التحرير" التركي الذي سيُسقط أردوجان كما حصل مع مبارك في مصر، وفي سوريا رأينا كل الذين يسمون أنفسهم دول أصدقاء سوريا قد حنثوا بعهودهم مع الثورة السورية وتركوها تواجه مصيرها في أحلك الظروف، والسبب بسيط جداً وهو قناعتهم التامة بأن البديل عن الأسد لن يكون سوى المشروع الإسلامي، فهم يُدركون جيداً أن القوى الإسلامية هي أكثر من يقدم التضحيات ساعة المواجهة وعند اشتداد الأزمات، لأنها القوى الأكثر صموداً على الأرض والأكثر حضوراً في المشهد الجماهيري، وهذا واضح للعيان في كل بلدان الربيع العربي إن بشكل أو بآخر.
بالمحصلة .. إن نجاح مرسي - من وجهة نظر العدو المتربص بالأمة- هو نجاح للإخوان ، ونجاح الإخوان يعني نجاح المشروع الإسلامي في مصر، ونجاح المشروع الإسلامي في مصر يعني "مصر قوية" تملك إرادتها، ومصر قوية إلى جانب تركيا قوية ، ثم "سوريا قوية" في المستقبل القريب، فذاك يعني مثلث الرعب من وجهة نظر الغرب، وبالضرورة يعني الكارثة لابنته المدللة " إسرائيل" ، كما يعني -قبل ذلك وبعده- الطامة الكبرى والكابوس المفزع لحلفائها في المنطقة، وهم كل أعداء المشروع الإسلامي بلا استثناء.