إعلامية إصلاحية تكتب: اعترفوا بإنجازات المرأة الإصلاحية وضعوها في مكانها الصحيح

الثلاثاء 22 يوليو-تموز 2014 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 2853
الصورة تعبيرية

كتبت الاعلامية الاصلاحية سمية القواس، ردا على منشور كتبه الاعلامي احمد السلفي، طالب فيه بتعيين القواس ناطق رسمي باسم الاصلاح، وقالت: اعترفوا بإنجازات المرأة الإصلاحية وضعوها في مكانها الصحيح .

نص الرد:

منشور أحمد الشلفي بدأته بضحكة وانتهى بغصة..

.(مثلا لماذا لا تكون سميه القواس ناطقة باسم حزب التجمع اليمني للإصلاح. أو أي امرأة اصلاحية أخرى)

أول ما وقعت عيني على هذا المنشور للأستاذ أحمد الشلفي انتابتني موجة ضحك وشرعت في قراءة التعليقات فكان المنشور هدية لي لإثبات فرضية كنت ناقشت بعض أخواتي الإصلاحيات فيها ولم أجد تفاعل منهن أو رغبة في التصديق .

في البداية وللمعلومة فقط فأني أكره السياسة فطريا و حين بدأت العمل الصحفي كنت أكتب عن العلاقات الأسرية لكن الربيع العربي والثورة ألقت بي وغيري الكثير في غياهب السياسة وأظن إني قمت بدوري وخرجت سريعاً .ما انا مضطرة الآن لقوله بعد هذه المقدمة أني المواطنة اليمنية والشابة الإصلاحية أقصى ما أحلم به أن أكون مذيعة متميزة ( وراتب حلو ) و في المجال الاجتماعي ، وما قدمته من برنامج سياسي كان اضطراراً لأن القناة لم تترك لي خيار ولم أستطع المواصلة ....و من المؤسف ايضاً أن أبدأ شرح فكرة لي بتبرئة نفسي بالأدلة و الإثباتات أن ما سأتحدث عنه لا يخصني ولم يتبقى إلا أن أقسم يمين مجلجلة بالمواحق والبوارق أني لا أدافع عن طموح لي وإنما عن نساء مضحيات رائعات كفئات يستحققن قيادة البلد وبجدارة وليس تقليد مناصب في حزب قراراته غير فردية البتة .

بداية القصة حين كنت مع كوكبة من الإصلاحيات الراقيات فكراً ومنهجاً وعملاً نناقش وضع الإعلاميات داخل الحزب تحديدا ودورهن واحتياجاتهن وكان حديثا نسائياً لا يخلو من فتح أكثر من جبهة في قضية واحدة فنحن نعشق التفاصيل ونقدسها وكانت النقطة الأبرز عن السيطرة الذكورية وعدم الإعتراف بقدراتنا وإمكانياتنا وقد يصل الحال لعدم الثقة وهذه تركة نتنة من مجتمع بأسره يفكر بهذه الطريقة ولم يستطع الإصلاح التخلص منها نهائياً حتى الآن وبعد مناقشة الأسباب وأننا كنساء أيضا نتحمل جزء من المسؤولية طرحت النظرية التي تخيفني إذا ما تم إثباتها وهي أن هناك نماذج تركت بصمة موجعة لإخواننا ستؤثر في ثقتهم بباقي النساء داخل الحزب عشرات السنين و للأسف لم تحظى ملاحظتي باهتمام وغير البعض النقاش حول أخطاء من يتصدرن المشهد باسم الإصلاح ثم يتنكرن له ويبحثن عن أمجاد شخصية وبدأت الروايات وسرد المواقف المؤسفة فعلا وهنا عدت لتأكيد أن هذه المواقف ستؤثر على إخوانكن أيضا في التعامل معكن وستبدأ سياسة قص الريش و سيتسلل الندم في نفوسهم ليس لماذا أنتن متأخرات وإنما لماذا سمحوا لبعضكن بالانطلاق ولن يكونوا بحاجة لأي وسيلة إقناع يكفي سرد بعض مواقف لذلك النموذج النسائي الذي انطلق وترك نار انطلاقه تصيب إخوانه من خلفه ثم يؤتى بالأحاديث النبوية التي تعطيهم الحق الشرعي بجعل باقي النساء تحت الوصاية وبعدها تأتي الأمثال الشعبي والموروث الاجتماعي البائس الذي يسكت ما تبقى من صوت لضمائرهم ....و انتهى نقاشنا ومازال في نفسي شيء من (هم) لكني لا أملك الدليل وجاء ما كتبه أحمد الشلفي ليفتح عليَ باب تصلني منه كل التأكيدات والخوف على أخواتي المناضلات المضحيات الشجاعات ليس من خلال مقترحه الجدلي الذي (أظن) أنه أراد به رمي حجرا في مياه عذبة تسكنها طفيليات تشكل خطراً على عذوبة النبع ونقاوته وإنما كان الخوف إذا ما كان قادة الإصلاح يفكرون بذات الطريقة التي يفكر بها أعضاؤه الرجال عن شقائقهم ( مشعبات , نسوان خلوهن في البيوت أحسن , يكفي فلانه وعلانه ,خفيفات عقول , لا أحد يعطيهن مجال لأنهن يزيدين بها , يشتين يظهرين , يلمعين أنفسهم , يقلدين حداثة ويعضين اليد التي طلعهتن , ما يسمعين الكلام ويتصرفين من روسهن ) ........... وتصبح نون النسوة مقصلة تقطع بها كل الأحلام والطموح والقدرات والكفاءات ولا ينتهي الوجع هنا بل حين تكتشف أن هناك من الإصلاحيات أنفسهن لديهن نفس القناعة وأكثر تعصباً ..( وانتين ما معاكن تشتين تظهرين ! مش ضروري تكونين في الصدارة إشتغلين بصمت .. الأخفياء الأتقياء . مريضات بالعجب وحب النفس والظهور ....)

وهنا يتردد الصوت .. ..يا قافلة عاد المراحل طوال لكن أملي بالحادي أن يختصر المسافات وإلا فإن قوة عظمى ستهمل وستكون عبئ أكثر من كونها حاملة للهم وقادرة على المواصلة والنضال فالزمن لم يعد زمن تعبئة الصناديق والحشد في مسيرات ورفع اللوحات دون قراءتها او على الأقل معرفة لماذا نحن هنا فيكفي أنه جاء التكليف .

إنهن مخلصات محبات حملن الولاء كالأجنة في أحشائهن حرمن أنفسهن الراحة من أجل الفكرة تركن مجالس النساء وتجاهلن أحيان كثيرة أنوثتهن... هن ربة البيت التي قسمت الرغيف بين إخوة لها في النضال وفلذة كبدها هن طالبة الجامعة المتفانية بالأنشطة والفعاليات ومثيلتها تهتم بتطقيم الحذاء والنشطة وهي تهتم بإيصال الفكرة والمبدأ هن الطبيبة والمدرسة والعاملة الدكتورة الجامعية الفاعلات في اعمالهن وفي النقابات ويتحملن الأعمال الشاقة ولا تسمع لهن أنينا هن الناجحات الخارقات مابين البيت وأعبائه وبين الدعوة ومسؤوليتها هن المنضبطات الواعيات الباذلات المتفانيات المؤمنات العابدات الطاهرات النقيات ... بودي أن أغني لهن من مثلكن من .

ليتكم تأخذوا بأيديهن ليكن الواجهة الحضارية لكم ليتكم تقدروا تضحياتهن وترفعوهن فوق رؤوسكم فعلياً وليس قولاً أن تعترفوا بإنجازاتهن وتضعوهن في أماكنهن الصحيحة مع أنهن لا ينتظر شيء من هذا بل لا يخطر ببالهن إلا الشعور بالتقصير نحو الدعوة والجماعة وهذا ما يذيب قلبي عليهنّ وكيف يكافئن بالإستهانه ويأخذن بذنب غيرهن

.... {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائد