آخر الاخبار

مليشيات الإرهاب تعاود التحشيد ضد قبائل الجوف والأخيرة تستنفر قبائلها وتتحرك لخوض المواجهة عبد الملك عاطف..ماذا تعرف عن ثعبان الحوثيين أحد أبرز أعضاء الشبكة المالية السرية للمليشيات عبر شركة صرافة مرتبطة بإيران؟ دولة ذات غالبية مسلمة تمنع دخول الإسرائيليين بسبب جرائم الكيان الصهيوني في غزة معلومات ووثائق تفضح كيانات وشركات ومجموعة مالية سرية مرتبطة بـ «عبدالملك الحوثي» - قائمة مسؤولي الشركات الحوثية الجديدة   تقرير أممي يتحدث عن نفاد احتياط الدولار في مناطق سيطرة الحوثيين ركلة جزاء صحيحة لم تحتسب.. حكم دولي يكشف عن حالتين تحكيميتين مثيرتين للجدل في مباراة دورتموند وريال مدريد العليمي يكشف أسباب وأهداف قرارات البنك المركزي الأخيرة ويُطمئن القطاع المصرفي والمجتمع الدولي زيارة أمير قطر إلى الإمارات وهذا ما بحثه مع محمد بن زايد مبابي يوقع لريال مدريد بمكافئة تزيد عن 100 مليون يورو يحدث لأول مرة.. الحوثيون استهدفوا سفينة كانت متجهة إلى إيران وهذه حمولتها ''صور''

قناة " العربية ".....تتحدث بالعبرية
بقلم/ صالح النعامي
نشر منذ: 16 سنة و 6 أشهر و 6 أيام
الأحد 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 04:49 م

تستحق قناة " العربية " شكر خاص من القائمين على ماكنة الدعاية الإسرائيلية لبثها الفيلم الوثائقي " المتطرفون في إسرائيل " الجمعة الماضي، لأنه حاول أن يحقق لإسرائيل ما عجزت عنه هذه الماكنة. فالفليم احتوى من أوله الى آخره وصلة من التضليل، لتصويره إسرائيل وكأنها دولة تشن حرب لا هوادة فيها ضد اليهود الذين يستهدفون العرب بالعمليات الإرهابية.

الفيلم عرض شهادات لعدد من نشطاء التنظيمات الارهابية تعطي الإنطباع أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتعقب بكل صرامة نشطاء التنظيمات الارهابية اليهودية. والأخطر من ذلك أن فيلم " العربية " صور الأمر وكأن هناك حرب ضروس بين مؤسسات الحكم في إسرائيل وبين اعضاء التنظيمات الارهابية، وهذا تضليل فج بكل ما تعني الكلمة، وبإعتراف قادة الجيش الإسرائيلي نفسه.

فقد نشرت صحيفة " يديعوت احرنوت " في عددها الصادر 9-10-2006 مقابلة مع الجنرال يوفال بزاك والذي كان يشغل منصب قائد قوات جيش الاحتلال في الضفة الغربية، الذي قال بالحرف الواحد " نحن نقوم بتشجيع المستوطنين على ارتكاب جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين العزل ". واضاف بزاك " أن قيام الجيش الإسرائيلي بغض الطرف عن ممارسات المستوطنين على مدى عشرات السنين من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة جعلهم يظنون أنهم فوق القانون، مؤكداً أن القانون السائد في الضفة الغربية هو قانون الغاب ".

 الفيلم يتعرض لعمليات التحقيق التي يقوم بها جهاز المخابرات الاسرائيلية الداخلية " الشاباك " مع نشطاء التنظيمات الارهابية، ويصور الأمر وكأن هؤلاء المعتقلين يتعرضون لأذى كبير خلال التحقيق، وهذه فرية أخرى حاول الفيلم ترويجها لصالح إسرائيل. ففي الوقت الذي قتل فيه العشرات من الفلسطينيين في أروقة التحقيق التابعة ل " الشاباك " سيئ الصيت، والذي يتبع أبشع الوسائل سادية في التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين، فأنه لا يحق ل " الشاباك " القيام بإي اساءة لأعضاء التنظيمات الارهابية حتى لو ارتكبوا افظع الجرائم.

 

فالإرهابي اليهودي له الحق في الصمت خلال التحقيق دون أن يكون بإمكان المحقق اجباره على الحديث. وحتى يتبين المدى الذي ذهبت اليه " العربية " في التضليل، فأننا نشير الى ما جاء في مقابلة اجرتها صحيفة هارتس عندما اجرت مقابلة مع أحد نشطاء التنظيمات الإرهابية وسألته عن كيفية التعامل معه من قبل محققي " الشاباك "، فرد قائلاً أنه تعرض للتعذيب، ولما سأله مراسل الصحيفة عن وسائل التعذيب المتبعة، قال : اجبروني على قراءة صحيفة " هآرتس " !!!!!!!!

حاول الفيلم " أنسنة " المستوطنين، وتسويغ الجرائم التي يرتكبوها. فقد عرض الفيلم بإسهاب حادثة مقتل الطفلة اليهودية " شليفهت باز " في الخليل، بجانبها، وكيف أن هذا الوالد الذي تأثر لمقتل طفلته إنضم الى خلية ارهابية خططت لتفجير مدارس فلسطينية في محيط مدينة القدس.

وقد حمل الفيلم العديد من المتناقضات، فمن جانب حاول تصوير أجهزة إسرائيل الأمنية وكأنها تقف بحزم أمام أعضاء التنظيمات الارهابية اليهودية، ولكنه في نفس الوقت عرض الكثير من الدلائل على هامش الحرية الواسع الممنوح لهؤلاء بحيث يعرض الفيلم مقطعاً يظهر فيه احد قادة المستوطنين وهو يدرب اتباعه على كيفية مواجهة المحققين وعدم التجاوب معهم.

لقد اغفل الفيلم تواطؤ الجهاز القضائي الاسرائيلي مع المستوطنين، حيث كشف تقرير صادر عن منظمة " يوجد قانون " الإسرائيلية حقوقية أن الشرطة والجهاز القضائي الإسرائيلي يعملان على تشجيع اعمال الارهاب والعنف التي يقوم بها المستوطنون اليهود ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية. وحسب تقرير صادر عن " يوجد قانون "، الإسرائيلية فأن الشرطة الاسرائيلية تهمل 90% من هذه الشكاوي، التي يتقدم بها الفلسطينيون ضد المستوطنين.

في نفس الوقت، فأن إسم الفيلم ينضح تضليل، ففي الوقت الذي تحدث الفيلم من أوله الى اخره عن المنظمات الإرهابية اليهودية، إلا أن اسمه " المتطرفون في إسرائيل "، فالتطرف والاعتدال يتعلقان بالمواقف السياسية والأيدلوجية، أما الاشخاص الذين تحدث عنهم الفيلم فهم إرهابيون مجرمون.

قناة العربية من خلال هذا الفيلم – ومن حيث تدري أو لا تدري – ساهمت في محاولة جديدة لصهينة الوعي العربي.