كتائب القسام تعلن عن دك مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في نتساريم فوربس تكشف عن قائمة أغنى العائلات في العالم العربي غوغل تطلق تحديثات أمنية طارئة لحماية متصفح Chrome.. تفاصيل شاهد كتائب القسام تنشر مقطع فيديو لأربع دقائق متواصلة من استهداف دبابات وآليات الاحتلال الإسرائيلي قيادات حوثية في صنعاء تعقد اجتماعاً طارئاً بشأن هذا الأمر دراسة بحثية .. تكشف الأهداف والدوافع التي تقف وراء زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى محافظة مأرب.. عاجل.. ضربات أمريكية على مواقع المليشيات في الحديدة بتهم كيدية.. مليشيات الحوثي تصدر حكماً بالإعدام والحبس من سبع سنوات إلى سنة لـ153 شخصاً من مسافة صفر.. القسام تكشف تفاصيل عملية عسكرية مركبة شمالي غزة - رؤوس الصهاينة تتطاير مبابي يدعم زميله لخلافته كأفضل لاعب في الدوري الفرنسي
نفتش عن أوجاعنا كل يوم ، نتحسس آهاتنا ، نتلمس مآسينا ، نستشعر نتوءات أورامنا المزمنة في جسد أثخن فيه العابثون النهش والافتراس ، لتتبدى لنا كل يوم رزية وإن بدت بشكل جديد هي نصيبنا الموروث من نظام ساقط أو بالأصح فوضى آفلة .
نحاول جاهدين البحث عن الذات ، عن الهوية ، عن القيمة الإنسانية المفقودة ، والكرامة الموئوده ، بعد أن أهال عليهما التراب زمن استمر بتعريه مدة 33 سنة كبيسة لتتبدى لنا سوءاته يوم بعد آخر حتى بعد أن طوينا صفحته .
الشعور بالانتماء لوطن يضمن لمواطنيه الكرامة ، والحرية ، والمساواة ، والعدالة ، ، يجد الضمير فيه مكانا للتعبير عن نفسه ، للبحث عن من يستحقه ، ويجد العدل فيه طريقا للوصول إلى المظلومين ، والإنصاف مسارا إلى المهضومين ، إعادة الاعتبار للإنسان ، للقيمة ، للهوية ، للكينونة ، للذات .
لكنه في زمننا الغابر طمست معالمه ، وأزيحت مآثره ، وفقدنا الثقة فيه ، بسبب قضاء بلغ فيه الفساد مبلغه ، و أفرغ من مضمونة ، وحرف من جوهره ، وأضحى كالبركة الآسنة من كثرة الولوغ فيه من قبل بعض القائمين عليه ، بعد أن غدا كإسطبل أحمرة يربض عليه المخبرون الأمنيون ، والعسس المدسوسون ، ممن لا يجيدون سوى فن طباخة المكائد وتلفيق التهم لإماتة العدالة ، وتحريف الحقيقة ، ودفن الحياد ، لينتج لنا من هكذا قضاء مزيج من الأحكام الظالمة ، والحقوق المهدورة ، والقضايا الملفقة .
رجاء فتاة في ربيع عمرها ، زهرة ، يراد لها الذبول قبل أوانها ، حرة ، كريمة ، عفيفة ، دافعت عن شرفها وعفتها وقيمتها الحقيقية وعن ذاتها ، من ذئب بشري حاول سلبها هذا الوسام بالنيل منها ، فانتصرت في معركة الطهر والشرف بعد أن فقد روحه في غزوته الخاسرة .
وصلت إلى القضاء علها تجد الإنصاف في عرين العدالة ، وكهف المساواة ، وتقابل من ينتصر لها ويعيد لها اعتبارها في هذا الموطن المقدس .
مكثت في السجن حولين كاملين ولا تزال وكأن لسان حالها يقول : ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) ، وفي الأيام الأخيرة أصدر القاضي حكمه عليها بالإعدام بعد أن أعدم ضميره مسبقا حين حجب نظره عن حقائق وأدلة موقفها ودفاعها عن نفسها ، وحين أماط عن رأسه عمامة العدل ليحل محلها الجور ، وعند تخففه من رداء المساواة ليلتحف الخزي والبوار .
رجاء بعثت برسالة من داخل عشها الذهبي ( السجن ) الذي استطابت المكوث فيه بانتظار عدالة غائبة ،وإنصاف مفقود ، حال الحكم الجائر بينها وبين ما تسعى إليه ، تخاطب فيها الضمير والنخوة والكرامة والإنسانية لليمنيين أن يخرجوها من محنتها ، وان ينتصروا لها ولقضيتها وتذكرهم بقوله تعالى : ( رب إني مغلوب فأنتصر ) .
هي كرامة وطن ، وعفاف أمة ، بانتظار التضامن والمساندة من كنفها وملاذها (المجتمع) من المواطنين والشرفاء والمدافعين عن حقوق الإنسان والمرأة لتختتم السفر الأخير من تراجيديا فصول معاناتها وكلها أمل وثقة بالإنصاف
فوطن لا ننتصر فيه لضعفائه ومظلوميه ممن يطبق عليهم أحكاما جائرة في حين أكابر مجرميه طلقاء ويمنحون الحصانة لا نستحق العيش فيه .
yousifaldaas@gmail.com