ستظل قطر لاعباً رئيسياً بامتياز..!!
بقلم/ أحمد محمد عبدالغني
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 10 أيام
الأربعاء 21 يوليو-تموز 2010 05:51 م

بعد أيام من اندلاع الحرب السادسة في صعدة (أغسطس 2009م) أعلنت الحكومة اليمنية على لسان أحد وزرائها، أن اتفاقية الدوحة انتهت ولم تعد قائمة، وبعد حوالي أسبوع من ذلك الإعلان عقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً لهم في الرياض (1 سبتمبر 2009م) حيث ناقش الاجتماع تطورات الوضع في اليمن وتم تكليف أمين عام المجلس بالتواصل مع المسئولين اليمنيين..

وفي هذا السياق بدا من تلك التطورات أن هناك أطرافاً محلية وإقليمية تريد إقصاء الدور القطري، وإبعاده تحت ذرائع وحُجج واهية، متجاهلين اهمية العلاقات اليمنية القطرية ومزاياها منذ ما قبل الوحدة وحتى الآن، حيث ظلت دولة قطر سنداً مادياً ومعنوياً وسياسياً لليمن، ومن خلال الدوحة جرى طرح الكثير من القضايا اليمنية على طاولة الحوارات واللقاءات والمؤتمرات الخليجية، ثم أن قطر أصبحت تمثل عنصر توازن تجاه المحاور السياسية الإقليمية الضاغطة في كثير من الأحيان..

وإذا كانت قطر هي أول دولة خليجية طرحت موضوع انضمام اليمن إلى مجلس التعاون بشكل رسمي ( ديسمبر 1996م)، فإن دخول الوساطة القطرية، على خط الصراع القائم في صعدة قد بدأ أثناء الحرب الرابعة، وأثمر حينها الوصول إلى اتفاق وقف اطلاق النار، الذي صيغ في إطار إعلان رئاسي صدر يوم السبت 16 يونيو 2007م، حيث شارك الوفد القطري بشكل مباشر ضمن اللجان الميدانية المكلفة بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه..

ثم برز الدور القطري من خلال اتفاقية الدوحة التي تم التوقيع عليها من قبل ممثلي طرفي الصراع، الدولة والحوثيين، في العاصمة القطرية (فبراير 2008م)..

وإذا كان استمرار الوساطة القطرية لحل مشكلة صعدة يعكس حجم الاهتمام القطري لإيقاف هذا الصراع الذي أنهك الوطن اليمني، واستنزف إمكانياته، فإن نجاح هذا الدور بشكل نهائي منوط بمدى تجاوب الطرفين المتحاربين في تنفيذ الالتزامات والاتفاقات التي وقعوا عليها..

ولذلك من المؤسف أن نرى أطرافاً ظلت خلال الفترة الماضية تحاول التشكيك والإساءة إلى ما تقوم به قطر من أدوار هامة على أكثر من صعيد، فهذه المحاولة لم تضر قطر ولن تضرها بالتأكيد، ولكنها تعكس عدم مصداقية أصحاب هذه المواقف وأسلوبهم في تحميل الآخرين جوانب العجز وحالة التردد وانعدام الثقة التي يعيشونها .. أما قطر فستبقى كبيرة بما تحققه من إنجازات تخدم حاضر ومستقبل الشعوب العربية..

ونجاح الدور القطري في حلحلة التعقيدات اللبنانية من خلال حوار الدوحة، ومحاولاتها المتواصلة لحل الصراعات القائمة في منطقة القرن الإفريقي بما في ذلك قضية دارفور، بالإضافة إلى دورها المتميز تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كل ذلك أكد أن دولة قطر التي قد يُنظر إليها باعتبارها كيان صغير الحجم، هي في حقيقتها كبيرة التأثير والحضور..فقد أثبتت أنها إلى جانب ما تملكه من نفط وغاز وموقع استراتيجي في قلب الخليج، فإن لديها كذلك الأدوات السياسية القادرة على التعاطي مع الكثير من القضايا التي تعيشها المنطقة بأسلوب متميز، محكوم بالشفافية والحيادية، وخالي من إرث التعقيدات التاريخية والحساسيات النفسية والأطماع السياسية..

وهو ما يؤكد أن دولة قطر أصبحت لاعب رئيسي على مستوى الإقليم ولا يمكن تجاوزه أو تجاهله، خاصة في القضايا ذات التأثير المتشابك على مستوى منطقة الجزيرة والخليج..

ولاشك أن زيارة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى اليمن مؤخراً تؤكد أهمية استمرار الدور القطري وتعطيه بُعداً جديداً بحكم التطورات التي شهدتها الساحة اليمنية خلال السنتين الأخيرتين، حيث لم يعد الاهتمام القطري منحصراً بموضوع حرب صعدة فقط هذه المرة، ولكنه سيتسع بحجم اتساع القضايا المُلحة وتمددها..

وقد كان أمير قطر دقيقاً في إجاباته للصحفيين عقب لقاءه بالرئيس علي عبدالله صالح، (13/7/ 2010م) فمن خلال هذه الإجابات المختصرة جداً تبدو الخارطة الأولية للدور القطري مستقبلاً ...

ملامح الرؤية القطرية:

ويمكن التعرف على ملامح الرؤية القطرية من خلال الإطلاع على أبرز طروحات الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر، كما أوردتها وكالة الأنباء القطرية:

-تم التطرق إلى موضوع الوحدة اليمنية، مشيراً إلى أن هناك بعض الأخطاء، وهذا موجود في الكثير من الدول، وأكد سموه بأن حكمة فخامة الرئيس اليمني في إنشاء لجنة تنظر في كل المشاكل إضافة إلى استقلال القضاء اليمني، الذي يُعد شيئاً مميزاً لليمن، ستتدارك هذه الأخطاء..

-أكد حرص دولة قطر على بقاء هذه الوحدة، مشيراً إلى أنها أول وحدة عربية قامت باختيار الشعب..

-دولة قطر لا تقبل بتدويل ما يحدث في اليمن وتعارض كل من يفكر في التدويل..

-الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية يُشكل ركيزة أساسية لسلم وأمن واستقرار دول مجلس التعاون والمنطقة..

-أشاد بدعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح للحوار الوطني وأكد على ضرورة تفاعل كافة القوى السياسية مع هذه الدعوة لما فيه مصلحة اليمن والمنطقة..

-تم الاتفاق على تفعيل اتفاق الدوحة الذي عُقد بوساطة دولة قطر بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وتأكيد الالتزام بتنفيذ شروط وقف إطلاق النار وبناء السلام في صعدة..

Ahmdm75@yahoo.com