آخر الاخبار

انهارت بعد فوز الملاكمة السعودية عليها.. شكاوي من المشجعين السعوديين والبطلة السعودية.. كيف استغلت مليشيا الحوثي أحداث غزة لضرب موانئ اليمن وانعاش موانئ سلطنة عمان.. . ميناء صلالة يطلق خيارات الخدمة البديلة لشركات الشحن كيف أثرت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على الاقتصاد العالمي وغلاء الاسعار في اليمن؟ موقع أمريكي يكشف أساليب مليشيا الحوثي في نشر الجوع في سواحل اليمن وحرمان أكثر من 10 ألف صياد يمني من مصدر رزقهم العين الإماراتي يخسر مباراة ذهاب نهائي أبطال آسيا مبابي يعلن رحيله رسميا عن باريس سان جيرمان.. الى أين سينتقل؟ تحرك مختلف للحكومة الشرعية يهدف لإقناع واشنطن دعمها عسكريا لمواجهة الحوثيين.. من بوابة الكونغرس إسرائيل تثير غضب الإمارات بتصريحات أطلقها نتنياهو.. ماذا قال؟ الحوثي جند 15 ألف طفل والمحتجزون يتعرضون لأصناف العذاب.. تقرير ينشر بعضا من انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن تفاصيل القرار الذي اعلن عنه أمير الكويت وخطاب هام وجهه للشعب

التفائل والإقدام والثبات بريد النجاح
بقلم/ هائل سعيد الصرمي
نشر منذ: 13 سنة و 3 أيام
السبت 07 مايو 2011 05:06 م

لا تقعدكَ المثبطات، اسعَ إلى هدفك مستعيناً بالله ولا تلتفت للعوائق.قال راي كوريك: (استمر دائما، فلا يوجد شيء في العالم يحل محل الإصرار، فالموهبة وحدها لا تكفي، فهناك كمٌّ كبير من الفاشلين من ذوي المواهب, والذكاء وحده لا يكفي، فكثير من الأذكياء لم يجنوا من وراء ذكائهم شيئاً، والتعليم وحده لا يكفي، فالعالم مليء بالمتعلمين عديمي الجدوى، ولكن الإصرار والتصميم قادران على كل شيء) ([1])

فلا تلتفت للمثبطات والعوائق مادمت بالله مستعيناً، مهما كان حلمك كبيراً وهدفك بعيداً. افعل الخير، ودعك من المثبطات.

قد يكون جهلك أكبر مثبط، وفي هذا المقام عليك تنفيذ الأمر (سمعنا وأطعنا)، وبمجرد الانقياد يأتي التيسير من الله سبحانه، ثم العون، ثم الرغبة في العمل، ... إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ [القلم:32]. فلا يدفعنك الخوف وعدم وضوح الرؤية، أو غياب الحكمة عنك، على ترك فعل المأمور، فالغيب لله وحده. فإن الأمر صدر لبني إسرائيل، فلم ينفذوه تخوفاً وتثبيطاً. قال تعالى على لسان موسى: يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [المائدة:21]، فجاءتهم المثبِّطات، قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ [المائدة:22]، فانبرى رَجُلانِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ؛ ليحرروهم من التثبيط، قائلين لهم إن في تنفيذ الأمر تحقيقاً للنصر، وإن لم يَبدُ لكم ذلك، فما عليكم إلا أن تدخلوا الباب فقط، وستُفتح لكم السبل، وتُهيئ لكم الأسباب، قَالَ رَجُلانِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة:23]، لكنهم قعدوا وخافو أناسا مثلهم ضعفاء: قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24]، قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [المائدة:25]، وهو دعاء بالتفريق بين الحق والباطل، فكتب الله عليهم التيه أربعين عاماً، ولم يدخلوا بيت المقدس بسب المثبطات، قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [المائدة:26]، ودخلها الجيل الذي جاء بعدهم. قال العلماء: لأن هذا الجيل عاش بعيدا عن الاستبداد، فلم تكن لديه العوائق والمثبطات التي كانت في أسلافهم الذين عاشوا تحت قهر فرعون. فكان النصر على يديه.

وخلاصة ذلك: أنّ على المؤمن أن يمضي في تنفيذ ما أمر به، وإن توالت عليه المثبطات، وإن بدا له عدم إمكانية تحقيق الهدف، من خوف يصيبه، أو عجز يعيبه، أو خطر يريبه، أو عدو يهابه، وغير ذلك, فإن الله هو الذي بيده مقاليد الأمور، وسيُهيئ له في الطريق بعد مُضيّه ما يحقق له المطلوب، والذي لم يكن في حسبانه.

إن موسى عليه السلام، والبحر من أمامه، والعدو من خلفه قال: ... كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62]، وذلك جواباً على قومه عندما قالوا: ... إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [الشعراء:61]، ومعناها إن ربي سيجعل لي فرجاً ومخرجاً، وسيهيئ لي من النصر والتمكين مالا أعلمه، فاصبروا والله معنا ومعكم. وهو ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لأبى بكر الصديق، عندما خشي أن يطلع عليهما كفار قريش في الغار، قال له: (... ما ظنك باثنين الله ثالثهما)([2]).

وكذا موقف الصحابة يوم بدر، قال تعالى يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم: كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ـ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ [الأنفال:5_6].

وفي قصة طالوت عبرةٌ وعظةٌ توضح هذا المعنى، ذلك أن طالوت ما كان يعلم هو وجنوده أن عملية النصر ستتحقق لهم بمجرد أن يرمي داوودُ جالوتَ، فيرديه قتيلاً، فلما قُتل القائد تفرق جيشه الكبير، وفروا هاربين. كانوا واثقين بالنصر من الله _ رغم قِلََّتِهم _ ولم يكونوا يعلمون من أين يأتيهم النَّصر، لكنهم كانوا موقنين بأن الله على كل شيء قدير، فبعضهم صبر إلى حد معين من البلاء، وأسقطتهُ المثبطات في الطريق، قال تعالى بعد تجاوزهم للنهر: ... فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:249].

 ثق أن نيل المكرماتِ قريبُ

كم همة خُلقت بحضن مصاعب

لا يَغرس الأشواك قلب مؤمل

والعجز لا يغتال قلباً واثقاً

تُبنى مقادير الشعوب على الإبا

فإذا تغيرت النفوس وصممتْ

فملأ نفوس العالمين تفاؤلاً

وأرنو إلى الهدف البعيد بهمـة وفم الدهور بما أقول خطيبُ

وكم القلوب من المصاب تثوبُ

أبداً ولا يجني السمو كئيب

بالله أو يثني قواه مريبُ

وبه تقوم حضارة وتغيبُ

نحو الصعود تحقق المطلوبُ

ما للمعالي لو وثبت هروبُ

نيل البعيد لدى المجد قريبُ

________________________________________

([1])الفقيه، إبراهيم، المفاتيح العشرة للنجاح، مرجع سابق

([2])البخاري، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله، الجامع الصحيح المختصر، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق، الطبعة الثالثة، 1407هـ ـ 1987م، دار ابن كثير، اليمامة، بيروت، عدد الأجزاء (6)، (4386)، [4/1712]