آخر الاخبار

إسرائيل تنتقم من علماء واكاديميي غزة .. الجيش الإسرائيلي يقتل أكثر من 100 عالم وأكاديمي القيادة المركزية الأمريكية تصدر بياناً بشأن حادثة استهداف سفينة النفط غربي الحديدة صاروخ يستهدف ناقلة نفط غربي الحديدة المليشيات تجدد تصعيدها العسكري صوب مأرب القوات الخاصة التابعة للشرعية تشارك في فعاليات تمرين الأسد المتأهب بالمملكة الأردنية بحضور دولي من بريطانيا وتركيا وعدة دول أخرى...إستكمال التحضيرات بمأرب لانطلاق المؤتمر الطبي الأول بجامعة إقليم سبأ نقابة الصحفيين تستنكر التحريض ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم وتدعو السلطة الشرعية بمأرب الى التدخل لإيقاف تلك الممارسات عملية نوعية لقبائل محافظة الجوف استهدفت قيادي حوثي بارز ينتمى لصعدة في كمين محكم وحارق السفير اليمني لدى لندن يكشف عن أبرز التفاهمات اليمنية البريطانية حول تعزيز القدرات الدفاعية للحكومة اليمنية وملفات السلام والحرب سلطنة عمان تحتضن مباحثات بين كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وإيران... لتجنب التصعيد بالمنطقة

اليمن.. سياسيون أم انتهازيون؟
بقلم/ طارق الحميد
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 15 يوماً
الأحد 31 يناير-كانون الثاني 2010 06:29 م

أكثر ما هو لافت في المواجهات العسكرية التي يخوضها اليمن، الدولة، ضد المسلحين الحوثيين، المدعومين من إيران، وكذلك تنظيم «القاعدة» وفي غمرة الدعم العربي والدولي لصنعاء، هو موقف بعض من يحسبون على الطبقة السياسية باليمن الذين تفرغوا للطعن في الحكومة اليمنية، وتصفية حسابات ضيقة مقارنة بالخطر الذي يتهدد اليمن ككل.

بالطبع لسنا في وارد تسمية من قاموا بتصرفات انتهازية على حساب وحدة اليمن، وسلامة أراضيه، إلا أنه من المهم أن يوجه لهم اللوم والنقد، خاصة بعد مؤتمر لندن، الذي انتهى بتفويض دول مجلس التعاون للمتابعة، ومن خلال مؤتمر يعقد بالرياض، وكذلك بيان الحوثيين الذي قبل بالشروط الخمسة المطروحة من قبل صنعاء من أجل وقف إطلاق النار.

ومن السهل رصد مواقف البعض في الطبقة السياسية اليمنية التي استغلت أزمة اليمن الحالية من أجل تصفية خصومات مع الحكومة، أو قيادات يمنية، في موقف لا يمكن وصفه إلا بالانتهازي، خصوصاً أن جل مواقفهم وتصريحاتهم موثقة؛ فمنهم من قال إن مؤتمر لندن ما هو إلا وصاية دولية على اليمن، وثبت، كما ذكرنا أعلاه، أن هذا أمر غير صحيح، كما أن هناك من قال إن أميركا تنوي احتلال اليمن على غرار أفغانستان والعراق، بل وذهب البعض إلى حد مناصرة فتاوى ما سمي بالجهاد ضد الغرب، رغم نفي الأميركيين لذلك ودعوتهم للحل السياسي في اليمن.

صحيح أن هناك أخطاءً سياسية جوهرية في اليمن تتطلب وقفة حازمة، وعملية سياسية حقيقية لمعالجة كثير من الأخطاء في الجنوب، أو في صنعاء نفسها، لكن هذا ليس الوقت المناسب لذلك، لأن الخطر الذي يتهدد اليمن اليوم أكبر، حيث أن هناك مشروعاً ضخماً يهدف إلى تعطيل اليمن ككل، وتهديد أمنه واستقراره، وبالتالي فتح أبواب الجحيم أمام دول الخليج العربي، وأولهم السعودية تحديداً، ولذا فإن الأهم اليوم هو إنقاذ الدولة، لا تصفية الحسابات.

وكما أسلفنا فإن بيان الحوثيين الذي يقبل شروط الحكومة اليمنية الخمسة يعد دليلا جديدا على أن مراهنة بعض المحسوبين على الطبقة السياسية اليمنية لابتزاز حكومة صنعاء، أو تسجيل نقاط استفادة مما يواجه اليمن، كانت أمراً خاطئاً، وفيه تغليب لمصالح شخصية أو حزبية، أو سمه ما شئت، على حساب الدولة الأم.

ومن حق البعض قراءة بيان الحوثيين على أنه استسلام، أو هزيمة إيرانية، أو تقية، أو انبطاح أمام ضغط ليس للحوثيين قدرة على مواجهته، حيث المواجهة العسكرية مع اليمن من ناحية، والدرس السعودي القاسي من ناحية أخرى الذي تمثل بضربة عسكرية موفقة مفادها أنه من غير المقبول اللعب بأرض السعودية وأمنها، إلا أنه وعدا عن كل ما سبق درس حتى للبعض في اليمن بأن الدولة يجب أن تبقى هي صاحبة الكلمة العليا، وهي الخط الأحمر، لا أن يندفع المرء في تصفية الحسابات السياسية إلى حد يصل به إلى هدم المعبد على من فيه.

tariq@asharqalawsat.com