ماذا بعد ... يا حكومة الحوار
م. عبدالرحمن العوذلي
م. عبدالرحمن العوذلي

توافقت الاحزاب المعارضة والنظام السابق على الانتقال السلمي للسلطة ولمدة زمنية محددة يتولى فيها الرئيس الحالي العملية الانتقالية وفقا للمبادرة الخليجية وبضمانات دولية وإقليمية واللذي كان ظاهرا ان هذه المبادرة في نتائجها ستؤدي إلى تحقيق أهداف الثورة السلمية في انتقال سياسي سلمي وسلس وبتوافق وطني يخرج اليمن من أزمته ويحافظ على وحدته وما تبقى من اقتصاده المنهار ابتداء ، رحبت أطياف كثيرة من الشعب اليمني بهذه المبادرة ورأى فيها الكثير المخرج الأنسب والأسلم لانتقال السلطة بينما أكتفى الشباب الثائر بمقاطعتها واستمراره في العملية الثورية والفعاليات الثورية غير معترفا بكل ما ينجزه السياسيون وبمقابل ذلك حصل رموز النظام المخلوع على الحصانة السياسية والقضائية ........ ثم ماذا حدث

أريد ان اقدم بعض التساؤلات الى رئيس حكومة الوفاق وأحزاب اللقاء المشترك التي بدأ بعضها في التشاؤم لبعض قرارات الرئيس الأخيرة ، هل العدالة الاجتماعية والانتقال العادل للسلطة ومنح الحصانة السياسية والقضائية لرموز النظام السابق تقتضي انهاك البلد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا

اتهم وزير الكهرباء الرئيس المخلوع علانية بأنه هو السبب وراء انقطاع التيار الكهربائي وهو من يقف خلف التفجيرات للخطوط الكهربائية ولم نراكم تحركون ساكنا ، هل هذه الحصانة سيفا مسلطا على اليمن واليمنيين مرة أخرى هل هذا هو الانتقال العادل والسياسي المنشود ، هل قادتكم حنكتكم وخبرتكم السياسية بعد سنوات طويلة من الممارسة السياسية الى هذه الكارثة والمطب السياسي "الحصانة الغير مشروطة "

اذا كانت الحصانة أمر ساري المفعول وكان لا بد منه وبدون شروط او ضوابط ، اذا فأنتم تعلمون جيدا أن هذه الممارسات ستتوقف قطعا في حالة تمت إعادة هيكلة الجيش هيكلة فعلية وحقيقية ، لقد مضت شهور منذ تولي الرئيس الجديد كافة صلاحياته وسلطاته وتمت بعض القرارات المهمة فعلا والشعب مازال ينتظر القرار الأكثر أهمية في الهيكلة ولم نعد نسمع منكم ما كنا نسمعه من مطالب علنية قبل توقيع المبادرة من اهمية الهيكلة وسرعة تنفيذها فماذا تغير !!!

ندرك أنكم تعيشون فترة من التهدئة السياسية طبقا للمبادرة المقدسة ولكن هل معنى ذلك أن جل الشعب اليمني سيعيش أتعس ايامه في ظل المرحلة الانتقالية التي يجب أن تؤسس لنقلة نوعية للمجتمع ، فالشعب كان ينتظر بدأ الفترة الانتقالية بكل تفاؤل بعد طول مراوغة للتوقيع المنتظر ، ونحن نراه اليوم يغلب عليه التشاؤم لا التفاؤل طبقا لما يشاهده كل يوم من تفجير لأنابيب النفط وخطوط الكهرباء وانقطاع المشتقات النفطية وارتفاع حنوني للأسعار .

ألم ترددوا مرارا ان المبادرة الخليجية مزمنة وستنفذ طبقا لآليتها الزمنية وبالتحديد .. إذا لماذا لا تعلنون متى ستعاد هيكلة الجيش طبقا للمبادرة التي مررت على الشعب في حين غفلة ، كنا نسمع كثيرا التصريحات باسم المشترك قبل الدخول في ما يسمى بالوفاق ، والان لم نعد نسمع الا بيانات من المؤتمر وبقايا النظام وكأنهم هم من قام بالثورة مما يدل على أنهم بالفعل يريدون العودة الى الحكم بالالتفاف على الثورة وقد كنت حذرت في مقال سابق أن الثورة المضادة بدأت في البلورة بالفعل

تصريحات الاشتراكي وتناقضات حكومة الوفاق والحالة السياسية العامة السائدة في اليمن تنبئ بكارثة سياسية قادمة وبانهيار الاتفاق اللامشروع بين مكونات العمل السياسي مما جعل الثورة تتوارى في الخلف ليحل محلها العمل السياسي والحوار اللذي لن ينتهي في اليمن 

قلت مرارا وأكرر أن احزاب اللقاء المشترك لم تستفد من تجربتها الطويلة مع النظام في الحوار اللذي لا يفضي إلا الى حوار آخر طوال الاعوام الماضية ووقعت في حفرة الحوار مع النظام .

  

والحل ......

أن يقدم اعضاء اللقاء المشترك استقالتهم من الحكومة ويقدموا اعتذار صريح للشعب اليمني ويعادوا الاندماج مع مكونات الشعب لإشعال الثورة من جديد حتى نقتلع النظام من جذوره بدلا عن استجداء الفلول بالعودة بأموالهم وبضمانة رئيس الوزراء الثائر .

بالأمس اعطيتم الحصانة للقتلة و أنتم اليوم تعطون الضمانة للمفسدين .... ماذا بعد يا حكومة الحوار

Eng.abdulrahmann@gmail.com


في الثلاثاء 03 يوليو-تموز 2012 10:42:43 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://www.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://www.marebpress.com/articles.php?id=16328