مأرب برس – خاص
سخونة سياسية.. أبرز أعراض المشهد السياسي اليمني ، وتحولات سريعة ومتفاوتة تطرأ على الواقع .. بين عتمة النظام وضبابية المواقف والتفاف المسارات وردود الأفعال يُغيّب الشعب الغارق في جرعات سعرية حارقة ، وفقر متناهي الحدة ، متهاوي على أزمات تجر حاضره ومستقبله نحو المجهول ليفيق كل يوم على خطبة ومبادرة ، وينام على ألم وحزن وحيرة وتيهان وذهول ، يصبح فيها النوم كابوس مخيف ومفزع ، حد أن دوره كاد يختفي كأساس تُبنى عليه شرعية هذا النظام والقوى والأحزاب والمنظمات بمجملها..
الشعب بات كالمتفرج لما تكون عاقبته المنتظرة بفعل قرار النظام أو ردة فعل المعارضة ، إ
لى درجة أن اليأس أصبح محور كل مشروع لديه ، ليس لنقص وازع من إيمان ، ولكن لزيادة كذب السلطان وبكاء الرهبان وعبدة الشيطان ، وهم كل يوم يعيشونه بالأحلام ، وينسجون له من خيوط الفجر ظلام ، ومن ثروات النفط أطعموه العلقم والحرمان..
الرهان اليوم بين جموع الأحزا ب والمنظمات والقوى الحية هو من يمتلك القدرة لإقناع الشعب بنظرته ونهجه الفاعل لإنقاذ البلاد والعباد ، والملاحِظ لأكثر من خطاب للرئيس صالح يجد أنه من باب المنتصر والواثق يؤكد في كل فقرة حوار وبعفوية مفرغة أحيانا من الإتقان السياسي ، أنه قائد الشعب المختار ، وأن 77% من نسبة الناخبين مقابل 21% تمثل حجة دامغة في نظرة لكي يقف المشترك على واقعه ولا يتشبث بقشش وأوهام لما لها من آثار سلبية تعرقل مسيرة التنمية والديمقراطية والسلم الاجتماعي ، ولو أن الأخير بدأ الآن يخطو خطوات أعتبرها وجملة من المحللين والمراقبين بداية الصواب لما لها من التماس فعلي لحياة المواطن المذبوح على أيدي جزارين لا يخشون روحا تُزهق ولا عقل يُجن ، ولا مواطن بات يبحث عن وطن خارج حدود الوطن..
الرئيس صالح:
نصيحة من مواطن يسكن ذاته الخوف على مستقبل البلاد ..
في جلسة الحوارعقدتها ومنظمات المجتمع المدني في مدينة تعز تحدثت عن اللقاء المشترك قائلا ' عليهم أن يقتنعوا بذلك ويحترموا إرادة الشعب, بدلا من الإصرار على أن يظلوا يضجوا في الشارع ويدعوا إلى مسيرات واعتصامات, ولا ندري ما الهدف منها رغم انهم سعوا إلى أن يتخذوا ذرائع عدة لها, تارة من اجل المتقاعدين والمنقطعين رغم أننا عالجنا أوضاعهم وحلينا مشكلتهم ضمن اجندة الدولة وقلنا لهم ابحثوا عن شغله ثانية, وآخرى بحجة السطو على الاراضي وهي مشكلة قد حلينا أيضا, ولا ندري ماذا تبقى لديهم من موجه ثانية والآن يقولون اصلاح النظام الانتخابي'
ألا تلاحظ معي أنك تبالغ حين تدعي أن مشاكل كل المتقاعدين قد حلت ، ولو افترضنا بناء لقرارات رئاسية صدرت فإن العدد لم يتجاوزالألفي فرد ممن صدر مرسومكم الرئاسي بتعويضهم وترقيتهم وصرف رواتبهم ، بينما حقيقة هناك ما لا يقل عن 60 ألف شخص عسكري ومدني هم ضحية سياستكم الموقرة بعد حرب صيف 94م على جنوب الوطن ، وكذلك قضية الأراضي المنهوبة التي لا زال متنفذيكم باسطي أجنحتهم وأرجلهم عليها حتى الساعة ..
يراودني العجب والحيرة أحيانا فأجد نفسي ملزم بمتابعة توصياتكم السامية بخصوص المتقاعدين وقضايا الأراضي المنهوبة أو حتى مكافحة الفساد وغيرها من الوعود التي أطلقتموها خلال حملتكم الانتخابية وبعدها ، خشية ألا أكون قد أجحفت في حقكم يا فخامة الرئيس ، ولكني أجد نفسي متأكدا أن شيئا لم يحدث مما تتحدث عنه ، فأنت تقول أن البلد بخير وأمان ، وما نراه ونقرأه ونسمعه ونعيشه اليوم عكس ذلك ، وحتى ما تستخلصه المنظمات العالمية والحقوقية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية تتناقض وتصريحاتكم، والدليل موجة الغليان الشعبي الحاصل في جنوب وشمال الوطن وانتشار الفقر والجرعات السعرية المتتالية وتوغل الفساد في كل مفاصل الدولة ، وتقول أيضا أن زيادة الأسعار كانت بفعل موجة غلاء عالمية ، وهذا يعني أن الحكومة والتجار والمتنفذين على قوت الشعب براء من ذلك ، رغم مناشدتك لهم مرارا بتخفيض الأسعار ، بينما نجد أن سعر الكيس الدقيق في اليمن قد احتل المرتبة الأولى في العالم من حيث الزيادة ، فكيف تفسر ذلك سيدي الرئيس..
وفي حال تأملنا حديثك الساخن عن حزبي الإصلاح والاشتراكي فإننا لا نفهمه إلا على أنه مدعاة لإثارة قضايا متجاوزَة وفتح ملفات مغلقة من شأنها أن تعكر الصفو السياسي لأحزاب اللقاء، وإعادة نكئ الجراح ليس من باب المصلحة التي يتطلبها الوطن ، إنما وربما لشيء في نفس يعقوب ، وما يغني ذلك عن الحق شيئا..!
فخامة الرئيس .. الوطن اليوم على كف عفريت ، وأتمنى أن نلتمس ما يسرنا قبل رحيلكم ، فقد شبعنا خطبا ومبادرات..
اللقاء المشترك:
كنتم ولا زلتم تخطون باتجاه الشعب ، وها أنتم اليوم في معامع التظاهرات والاعتصامات نراكم ، ونرى جهدكم الكبير وحرصكم الوطني يبرز من خلال حملكم لرآية المواطن المغلوب نصرة لآماله وتطلعاته وحلمه الذي دفن وسحق ومحي في ظل سياسة الفساد والاستبداد ، وهذا لا يكفي عند حد ذلك ، ولكن فليستمر جهدكم في النماء من خلال تبني هذه الفعاليات السلمية بكل محافظات الوطن ، فالوقت لا ينتظر ، والمرحلة بحاجة إلى جدية ووضوح في الميدان أكثر منه بيانات وفقاقيع كلام - حد وصف الرئيس - 'وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم'.
قضية الجنوب:
الأستاذ القدير محمد الصبري المتحدث الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك صرح لموقع التغيير قائلا 'نحن لا ننظر إلى أن هناك قضية جنوبية ' من باب واحدية القضية ليعقبها قائلا 'هناك قضية وطنية' ، وهنا أنبه الأستاذ محمد الصبري و أحزاب اللقاء المشترك إلى أن فكرة تجاهل هذه القضية يعني تجاهل لأبناء الجنوب جميعا ومصادرة لحقهم الوطني وقضيتهم الأولى والأخيرة ، بالرغم من أن مثل هذه التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي لتكتل اللقاء المشترك ، إلا أنه من باب توحيد الجهد والحرص على التوافق وتفادي الهفوات في مثل هذه المرحلة يجب أن تكون القضية الجنوبية ضمن أولويات العمل النضالي السملي لأحزاب اللقاء المشترك ، هذا إن كانت حريصة بالفعل على ترسيخ الوحدة الوطنية وألا تجير القضية لأطراف تسعى لاستقلال الجنوب أو ما يسمى بـ ' الانفصال '..
فالقضية الجنوبية هي المدخل الرئيسي لحل كافة القضايا الوطنية ، وعلى قادة أحزاب اللقاء المشترك أن يدركوا ذلك ويداركوا الأمر قبل فوات الأوان..
ناصر النوبة وباعوم:
قائدان يسطران أروع مواقف الرجولة والتضحية والصبر في سبيل الانتصار لقضيتهم الأولى القضية الجنوبية ، فك الله أسركما يا سيدا المسيرة ، فلن تثنيكما أسيجة السجان ولا حيطان الغرف المظلمة ولا تهم الخيانة العظمى عن صرخة النور والإيمان والانتصار لحقوق أبنائكم في الجنوب .. فلا تيأسا فإنا معكما سائرون..
هاشم حجر:
لم أكمل قراءة تقرير وفاتك ، حتى فارقت عينيَ دمعتا ألم وفرح ، فأما الألم فللظلم والجبروت الذي مورس ضدك ، وأنت تحمل بين جنباتك الذات الإنسانية النقية والهوية اليمنية المسلمة بين عصابة تجردت قلوبهم من الرحمة ، وباتت طبائعهم كالوحوش ، فلم يرقوا لحالك ، ولم يعطوك حقك القانوني في العلاج والتداوي نظرا لحالتك الصحية المتدهورة ، وبعد فوات الأوااان رحلت وكذا شاء لك الله..
وأما دمعة الفرح .. فلأنك رحلت وبقي اسمك بطلا في صفحات القلوب ودعا لك بالرحمة والمغفرة كل من سمع عنك وقرأ قصتك وتفانيك في إتمام حلمك الذي غدروه ، ومات هؤلاء وهم على قيد الحياة ، وعشت أنت وأنت في قبرك ، وتتالت وستتوالى عليهم اللعنات كلما تذكرناك..
فاطمئن في قبرك فوالله إن ربك لا يظلم أحدا..
في السبت 06 أكتوبر-تشرين الأول 2007 03:19:51 ص