على إثر المقابلة التي أجريتها مع موقع مأرب برس الأخيرة انهالت علي اتصالات من عدد من الاصدقاء يطلبون إلي ان افصل اكثر حول الدعوة التي أطلقها الامام يحى حميد الدين رحمة الله عليه لقيام وحدة يمنية فيدرالية التي ذكرتها عرضاً في مقابلتي آنفة الذكر، وكان لزاماً علي ان استجيب لتلك الطلبات لأفصل ما اجمل وأوضح ماغمض تعميماً للفائدة وخدمة للتاريخ .
فإنه في الفترة الواقعة بين 12اغسطس و17 اكتوبر من عام 1924م قام السيد عبدالعزيز الثعالبي احد كبار الزعماء الوطنيين التوانسة الذي كانت القوات الاستعمارية الفرنسية قد ابعدته ونفته عن وطنه تونس ، بزيارة لليمن شمالاً وجنوباً وكانت له ، مما يهمنا في هذا السياق ، لقاءات مع الامام يحى وكبار مسئولي دولته ،هذا بالاضافة الى لقاءات جمعته مع زعماء مستعمرة عدن ومحمياتها الشرقية والغربية من سلطنات وامارات ومشيخات ، كانت لقائاته مع الامام يحى تتعنقد حول الشئون العالمية ومشاكل العرب والمسلمين في وسطها وخاصة منها اوضاع اليمن ومشكلاته وخلصت تلك اللقاءات والمناقشات الى الخروج بالدعوة الى اصلاح نظام الحكم في اليمن والدعوة الى قيام وحدة يمنية فيدرالية وسأكتفي بإيراد نص الصيغة النهائية للدعوة التي وجهها الامام يحى حميد الدين الى 13 من سلاطين وامراء ومشائخ وحكام اليمن آنذاك ،وكنت اود ان اورد الصياغة الاولى المقترحة من قبل السيد عبدالعزيز الثعالبي جنباً الى جنب مع الصيغة النهائية للدعوة بعد التعديلات التي ادخلها الامام يحى عليها ولكنني خشيت ان يطول سياق المقال لاكثر مماينبغي فأقتصرت على ايراد الصيغة النهائية للدعوة التي كتبها الامام يحى بيده ، وإن كان لابد لي ان اشير الى ان مجمل التعديلات التي ادخلها الامام يحى على صيغة الدعوة تتمحور حول استبعاد الفقرات التي اشتم منها الامام مديحاً لذاته ومضيفاً اليها ما يعزز مبدأ الفيدرالية ويؤكد على مراعاة وحفظ خصوصيات المناطق ونظامها القائم في اطار فيدرالي ..
نص الدعوة
الدعوة الى عقد مؤتمر يمني عام
بني وطني . وبينكم كل مغوار شهر أبي من امراء وسلاطين ومشايخ واشراف وحكام مخاليف اليمن المتخلفين عن الانضمام للوحدة القومية اليمنية الامامية ، وفقنا الله واياهم لما يحبه ويرضاه ، آمين . السلام عليكم ورحمة الله .
وبعد فقد بدا لنظرنا الموفق بالله ان سلامة واستقامة وحفظ بلادنا اليمن لا تتوقف الا على صدق نفوسنا وطهارة قلوبنا ومضاء عزائمنا وقوة ايماننا ورسوخ عقائدنا وانا جازم بحمد الله ان هذه القوات موفورة فينا ولكن انكماشنا عن بعضنا وانعكاف كل واحد في محيطه صّير تلك القوات العتيدة المُرهِبة في حكم العدم وجعل بلادنا مهبّاً للاطماع ، وأشد مانخشاه ان يجدوا بين انقسامنا ثغرة يتطرقون منها الينا فتصبح بلادنا لاقدر الله لغيرنا ونمسي فيها ونحن اهلها غرباء عنها كما حصل ذلك لأهالي الممالك الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها التي خدعها الاجانب في استقلالها ، ولنا في غيرنا الف موعظة وعبرة .
لهذا وامثاله دعوتكم بدعاية الله ورسوله الى حضور مؤتمر عام نعقده باسم الله للبحث والنظر فيما يصلح به امر البلاد اليمنية ويستقيم به دينها ويدرّ ضرعها ويخصب زرعها ويرفع عظمتها وينشر بركتها ويصد عنها كل خطر اجنبي مهما كان مصدره ونوعه . وكل ما يتقرر شئ في هذا الاجتماع يكون حكمه حكم المسائل المُجمَع عليها .
أما المسائل التي ينبغي طرحها امام المؤتمر فينبغي ان تكون اصولية ضامنة لسلامة اليمن وهي :
اولاً : قبل كل شئ الاعتراف والتصديق بأ، بلاد اليمن واحدة غير قابلة للتجزئة بحدودها الطبيعية التي كانت لها قبل الاسلام وبعده وليس فيها مناطق نفوذ لأي دولة من الدول مهما كان جنسها وشكلها ونوعها .
ثانياً : الاعتراف بالسيادة الامامية على كل جزء من اجزاء بلاد اليمن .
ويجب ان تكون الامامة الرمز الاعلى لقوات البلاد الدينية والسياسية والعسكرية ،بيدها اعلان الحرب وابرام الصلح وعقد الاتفاقات التجارية والاقتصادية والبريدية والمواصلات وغير ذلك مما يدعو لايجاد صلة بين اليمن وغيره .
ثالثاً : تعترف السيادة الامامية باحترام الشكل الاداري الممتاز لكل قطعة من البلاد اليمنية مثل لحج والمكلا والشحر وحضرموت ...وان تكون الولاية موروثة في نصابها المقرر وان تتكفل بحماية الامراء من كل اعتداء بشرط ان يكون القضاء واحداً وان لايقع تعيين القضاة الا من طرف الامامة .
رابعاً : يجب ان تكون قوات البلاد اليمنية كلها ، سواء كانت ممتازة او غيرها ، متحفزة لصد كل غارة اجنبية تقع من الخارج . وكل اذى يقع على أي ناحية من البلاد اليمنية يُعتبر كأنه واقع عليها جميعاً . لذلك يجب عليها ان تنهض جميعاً لرفع الاذى ، لتتحقق بذلك امام العالم نهضة واتحاد اليمن .
خامساً : تأسيس لجنة دائمة مؤلفة من اعضاء يختارهم امراء البلاد الممتازة ، واعضاء يختارهم الإمام ،للنظر في حقوق ومطالب ومصالح الجهات الممتازة ، واذا حصل خلاف تنظر فيه .
البرنامج
برنامج اصلاح نظام الحكم في اليمن
* الصفة التي يتحقق بها وجود الدولة
ان الصكوك والمعاهدات والالتزامات السياسية من أي نوع ، سواء أكانت من قبيل الاتفاقات الداخلية التي تلحم العناصر المتجانسة ببعضها ، او التي توجب حقاً من الحقوق العامة المعروفة اليوم بين الدول والامم ، لايمكن عقدها مع الافراد الذين لايمثلون الا انفسهم ، مهما كانت القابهم ونعوتهم وصفاتهم ومراكزهم ، بل انها لاتعقد ولا تبرم الا مع افراد يمثلون في اشخاصهم هيئة رسمية معترف بها ينوبون عنها ، وهي المُعبّر عنها بالدولة .
الدولة لاتتحقق الا بوجود شعب له مميزات تخصه ومملكة ذات حدود ونظام تتعين به صفة الدولة وشكلها . وهذا النظام هو الذي يكوّن قوة الدولة وقدرتها على تنفيذ احكامها والتزاماتها بدون إخلال بها على مرّ الدهور والعصور.
أما مملكة اليمن في عهد حكومتها الإمامية الحاضرة فإنها ليست من النوع الذي تنبرم معه العهود والاتفاقات. فكل اتفاق او التزام نبرمه مع الحضرة الإمامية ، والحكومة على ماهي عليه في شكلها المطلق المستند الى محض إرادة المتولّي لأمرها ، لا الى نظام اساسي يُرجع اليه ، والا الى رغبة الشعب ، يكون بمثابة الرقم على الماء ، خصوصاً من الجانب الضعيف . وفي هذه الصورة يكون الحق والفوائد التي تنجرّ من عقد هذا الصك للجانب الاقوى . وبناءً عليه فالثمرة الطبيعية التي نجنيها من وراء عقد هذا المؤتمر هي فتح بلادنا للحملات والغارات عليها من قِبل الائمة الذين سيتعاقبون على الحكومة .
لذلك فمن الواجب علينا ، قبل ان ننظر في تقدير وتقرير علائقنا وحقوقنا ومقدّرات مستقبل اليمن ووحدته القومية مع الحضرة الامامية ، ان نقرر القواعد الاساسية لتأليف حكومة شعبية لليمن تكون قوية وقادرة في آن واحد على تنفيذ كافة مقرراتها والتزاماتها ومكفولة بإرادة واسم الشعب .
* ماذا يجب علينا قبل النظر في مسائل الاتفاق ؟ :
يجب اولا ً ان يُبنى نظام للامامة وحقوقها بشرط إخلاء جانبها من المسئولية عن اعمال الحكومة وإناطتها بمجلس الوزراء الذي يقوم مقام الإمام في تسيير دفة السياسة اليمنية في الداخل والخارج ويتولى السهر على مصلحة الامن العام وتقوية الجيش وصيانة البلاد في الداخل والخارج ، وإيجاد الوسائط الكافلة للنقل والمواصلات وترقية المدن وتحضيرها وتعمير الارض بالزراعة وحفظ الاحراش والغابات ، وحفظ الصحة وتعميم مصلحة الاسعافات ، وتنشيط الامة على تعلم العلوم والصناعات ، وايجاد المدارس الكافية لتربية الامة واخراجها من الاميّة الى باحات العلوم ، والسعي بالتدريج في إيجاد المرافق الاقتصادية التي تدفع الامة الى العمل والتوفير ،وترتيب المحاكم وإصلاح نظام القضاء وتاليف مجلات للاحكام وتعميم النظم الفنية في كافة المصالح والادارات ، وتقليد الوظائف لأصحاب الكفاءات ، مع مراعاة حقوق الجهات في أنصبتهم فيها ، وايجاد الهيئات التشريعية والهيئات البلدية ومجالس المتصرفيات والاعمال ، ومنع الولاة من الاستبداد في التصرفات والاجراءات العامة التي لها مساس بحياة الامة ، وجعل الخدمة العسكرية اجبارية وتحديد مدتها .
تحديد مهام الوزراء وضبط صلاحياتهم :
يكون تأليف الوزارة على النحو الآتي : رئيس الوزارة – وزير الخارجية – وزير الداخلية – وزير المالية – وزير المعارف – وزير الاشغال العامة – وزير الحربية والبحرية – وزير الزراعة والتجارة – وزير البريد .
1- رئيس الوزارة :
اما رئيس الوزارة فيكون هو الوكيل الاول عن الحضرة الامامية ويتولى تشكيل الوزارة واختيار الوزراء ، ويتولى رئاستها وادارة اعمالها السياسية والادارية .
2- وزير الخارجية :
يتولى تنظيم حقوق اليمن وصيانتها في الخارج والداخل مع كافة الدول ويقوم بالدفاع والنضال عن صيانة عظمة وشرف اليمن بالوسائط السياسية والسلمية ، ويتولى المذاكرة في عقد الاتفاقات والصكوك التجارية ونحوها بين اليمن وغيره من الممالك ، والمعاهدات السياسية بين الامم وابرامها والسهر على تنفيذها بصورة تجعلها ملائمة لمصلحة اليمن اكثر منها لمصلحة غيرها .
3- وزير الداخلية :
يتولى ادارة الامن العام ويكون له النظر في الولايات والبوليس ومراقبة سير الامة والاحتساب على الاخلاق والاداب واداره المعاهد الصحيه والسجون والمعاهد الخيريه ومشاريع الاسعاف والبر.
4- وزير الماليه:
يتولى ضبط واردات الدوله ومراقبه الجُباة ومحاسبتهم وترتيب اعمال وتوزيع الاموال على مصالح الحكومه ورعاية اطّراد النسبية بين الواردات (الايرادات ) والمصروفات وتوفير المال الاحتياطي والتمسك بمبدأ الاقتصاد في المصروفات والسعي في تخفيف وطأة الضرائب على الفقراء وحملها على رؤوس الاموال .
5- وزير المعارف :
وهو المشرف على تربية الامة وتثقيف ملكاتها وتقوية روحها القومية . ووظيفته في حكومة بمثابة القلب من الجسد ، فإذا صلح الجسد كله . فهو الذي يّكون عقل الامة ويصرف ارادتها حيث يجب ان تُصرَف ، وهو الذي يُخرِج الابطال ويوجد القادة ويكوّن الكتّاب وينشئ المخترعين والمكتشفين ، بما يضعه من برامج التعليم ويحدثه من المدارس اللازمة للشعب . وعلى نسبة مايبذله من الجهد وماينشئه من المدارس ترتفع الاميّة عن الامة وترتقي الى المستوى اللائق بها .
6- وزير الاشغال العامه:
وظيفته بناء الطرقات وجلب المياه الصالحه للشراب وحفظها وحصر الترع وتوزيع المياه , وبناء المعابر والجسور واقامه السدود , وحفظ الاحراش وتنميتها , وانشاء السكك الحديديه , ومراقبه سير النقالات في الاساكل والطرقات البريه , والسعي في البحث عن المعادن وتسهيل استخراجها وتعدينها , وغير ذلك مما به عمران البلاد وتوفير اسباب الثروه والراحه .
7- وزير الزراعة والتجارة :
وظيفته أشبه مايكون بوظيفة الاعضاء العاملة في البدن . فهو يعمل لعمران الارض بواسطة ارشادات وتدقيقات الفنيين من المهندسين الزراعيين وسواهم ، ويبحث في انواع الاتربة الموجودة في البلاد وتقرير اصناف النباتات التي تخصب فيها وتقدير الكميات اللازمة لها من المياه ، حتى لا يُزرع نبات في غير موضعه ولايضيع مجهود عن عامله ، وذلك مع العناية والاهتمام بجلب الالات الجديدة لخدمة الارض واستثمارها وتسهيل اقتنائها على المزارعين بصورة تضمن الفائدة مع قلة النفقة ويسر التكاليف .وبذلك تتضاعف محاصيل البلاد عن حاجة السكان .فينظر في سوقها الى الخارج واختيار الاسواق التي تكون نافقة فيها حيث تتحول الى ذهب . واهم وظائفها ان تجعل قيمة صادرات البلاد اكثر من وارداتها لتكون الثروة العمومية دائماً في ازدياد ، مع الاجتهاد في الاستغناء عن الواردات الاجنبية بمصنوعات البلاد ، لان الاستقلال لايتم الا بمقدار مايحصل من الاستغناء عن الغير وتوفر الرخاء في البلاد .
8- وزير الحربية والبحرية:
وهو المتكفل بصيانه البلاد من الغوائل الداخلية والخارجية ويقوم بتربية الجيش وتدريبه واخذه من شباب الامه الذين بلغوا سن العشرين , ويبقون تحت السلاح الى ان تكتمل تربيتهم العضلية والعسكريه مده لاتقل عن ثمانيه عشر شهرا ولا تزيد عن سنتين , ثم يصرف من قضى منهم المده المعينه ويؤتى بغيرهم ممن بلغو السن حتى تكون الامه كلها ممرنه على الاعمال العسكريه ويمكن تجنيدها جميعا في وقت النفير العام.
ومن وظائفه تقسيم الجنود الى مفررزات وطوائف وفرق وفيالق وتهيئه العدد الكافي من القواد والضباط للجيشين البري والبحري واقامه الثكنات الصحيه لايوائهم وكفاله ارزاقهم من ماكل وملبس ومشرب , وادوات وذخائر وغير ذلك من لوازم العسكر, وادارة امورهم طبق الاصول العسكريه والمعروفه , وانشاء المدارس الفنيه ألعسكريه لايجاد الاكفاء من الضباط لاداره اموره العمليه والفنيه والصحيه .
9- وزير البريد:
تعد وزاره البريد في سائر الممالك كالاورده الدمويه التي توزع الدم في البدن وتحدث الصلات العمليه من اقصى البلاد الى ادناها, وتدني البعيد وتصله با القريب . ووظيفتها صوره كامله تمثل رقي الامه , واكبر عمل لها هو ايصال الرسائل بايسر كلفه واقل وقت.
طريقه عمل الوزارة:
كل وزير يكون مستقلا بادارة عمله, بحيث لا يسوغ لوزير ان يتدخل في عمل وزير اخر, الا اذا انابه فيكون عمله في تلك الوزاره بطريق الوكاله.
وانما يجتمع الوزراء في جلسه خاصه في ايام معينه من كل أسبوع للنظر في المصالح التي تعرض لهم, وكل مايقرؤونه يجب ان يؤخذ برأي الاغلبيه.فان كان مما يوكله اليهم النظام نفذوه حالا بعد ان يوقعه الوزير المختص والرئيس, والا فيكون مشروعا يعرض على مجلس الامه وهو له وحده الحق اما برفضه او البت فيه.
مجلس الامه :
يتعين مجلس الامه على نسبة عددية فبعضهم يحصل لكل ثلاثين الف نسمه من السكان الاحرار البالغين من الذكور نائبا, وبعضهم يزيد على ذلك الى المائه الف. ولكن كلما قل العدد كان التمثيل اصح. وهؤلاء النواب يجتمعون اشهرا معلومه من السنه , ولهم ان يضعوا من القوانين مايرونه صالحا للبلاد من تلقاء انفسهم. كما لهم أن يقبلوا مشاريع الحكومة ولهم فيها حق التقرير او التعديل, ومتى اتفقوا على سن أي قانون سواء كان ذلك با الإجماع او با الأغلبية يجب عرضه على الإمام لتصديقه. وفي حاله اختلاف بين مجلس الوزراء ومجلس الامه على أي امر من الامور فللإمام وحده حق الترجيح, فان كان في جانب مجلس الامه سقطت الوزاره وان كان في جانب الوزاره يجب عليه حل مجلس الامه بشرط ان يذكر في أمر الحل المده التي يتعين فيها انتخاب المجلس الجديد وتكون قرارات المجلس بمثابة مسائل الاجماع.
واتخاذ نظام دستوري لليمن يرتكز على هذا الاساس هو كاف لاقناع اليمنيين قاطبة بدخول بلادهم في طور جديد كافل لسلامتهم وامن وطنهم. وفي هذه الحاله يستحيل وجود يمني واحد يتخلف عن الجماعه...
أسهم السيد عبد العزيز الثعالبي اثناء زيارته الى اليمن انذاك في تأسيس النوادي الثقافية والجميعات الخيرية في مدينة عدن النور والتنوير بالاشتراك مع زعماء الرعيل الاول الافذاذ : صالح علي ابراهيم لقمان – احمد محمد سعيد الاصنج – عبدالمجيد محمد سعيد الاصنج – محمد علي ابراهيم لقمان – عبدالله علوي الجفري – حسين محمد صالح جعفر – عبدالرحمن بن شيخ الكاف – سالم باسودان ..
وبعد :
فلقد حرصت على ايراد الدعوة الى المؤتمر اليمني العام التي وجهها الامام يحى الى حكام اليمن الى المؤتمر اليمني العام وكذا برنامج اصلاح الحكم نصاً .. ولا اريد بعد هذا ان اتدخل بالتحليل والشرح والملاحظات لانني اريد ان يكون القارئ حكماً بنفسه على مايقرأ بحيث يكون بمقدوره ان يقارن بين تفكير الامس البعيد (اكثر من 86 سنة ) وبين تفكيرنا اليوم الذي تتقاذفه اتهامات التخوين والتفسيق والتكفير .... الخ كلما اورد الانسان رأياً يبدو لغيره مخالفاً للمألوف ..
ولقد اقتبست الاقتباسات آنفة الذكر من كتاب بعنوان (الرحلة اليمنية ) للسيد عبدالعزيز الثعالبي ، تقديم وتحقيق حمادي الساحلي ، اصدار دار الغرب الاسلامي 1997م ، حيث ظللت ابحث عن هذا الكتاب طويلاً الى ان اسعفني به الولد العزيز الاستاذ القدير محمد سعيد الكامل من المملكة المغربية عبر البريد المستعجل فله كل الشكر والعرفان ... ولعله مما يحز في النفس ويؤلمها ان هذا الكتاب وبهذا العنوان موجود في الخزائن المقفلة لمركز الدراسات اليمنية كمخطوطة ولم يقيض له ان يحقق وينشر ويرى النور عقود طويلة لا لشئ الا لان فيه ذكر لحاكم حكم اليمن اربعين عاماً اسمه الامام يحى محمد حميد الدين حتى وإن كان ذلك الحجب مسيئاً للبحث العلمي وللحقيقة وللتاريخ .. وعلى الله قصد السبيل .
في الإثنين 07 إبريل-نيسان 2008 03:52:49 م